س + ج، متغير فيروس كورونا الهندي – ما هو وما هو التأثير الذي سيكون له؟

غريس سي روبرتس، جامعة كوينز بلفاست

ألغى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رحلته إلى الهند، مع إضافة البلاد إلى “القائمة الحمراء” للوجهات المحظورة في المملكة المتحدة. حيث ترتفع حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 في الهند بشكل حاد، كما أن نوعاً محدداً من الفيروس – B1617 – أصبح شائعاً بشكل متزايد هناك.

وقد تم العثور على متغير B1617 أيضاً خارج الهند، بما في ذلك في المملكة المتحدة. ويبدو أن الحالات في بريطانيا تتضاعف كل أسبوع: يوجد حالياً 182 حالة في المملكة المتحدة، بعد أن كانت 77 في الأسبوع السابق. وفي الوقت الحالي، فإن المتغير “قيد البحث”، ولكن على عكس متغير Kent (B117)، والمتغير الجنوب أفريقيي (1351) والمتغير البرازيلي (P1)، لم يتم تصنيفه على أنه “متغير مثير للقلق”.

فهل هذا يعني أن هذا المتغير مختلف عن المتغيرات الأخرى ولا داعي للقلق؟ إليك ما نعرفه عن آثاره حتى الآن.

هل هذا المتغير أكثر عدوى؟

إننا نعتقد أن هذا المتغير قد يكون قادراً على الانتشار بسهولة أكبر من الأشكال السابقة للفيروس. وهذا بسبب طفرة يحمله تسمى L452R، والتي تؤثر على بروتين سبايك للفيروس. إن هذا البروتين هو “المفتاح” الذي يستخدمه الفيروس التاجي لفتح خلايانا.

حيث تغير طفرة L452R جزء البروتين سبايك الذي يتفاعل مباشرة مع ACE2، الجزيء الموجود على سطح خلايانا الذي يرتبط به الفيروس للدخول إلى الداخل. وتشيرالأبحاث المبكرة – التي لم يراجعها علماء آخرون بعد – إلى أن طفرة L452R تسمح للفيروس بالارتباط بالخلايا بشكل أكثر ثباتاً. في المتغيرات السابقة، مثل متغير Kent، أدت مثل هذه الطفرات، التي عززت قدرة الفيروس على الارتباط، إلى أن يصبح أكثر عدوى.

ويحتوي متغير B1427 الذي تم اكتشافه في كاليفورنيا على نفس الطفرة L452R الموجودة في المتغير B1617. و تشير التقديرات إلى أنه أكثر قابلية للانتقال بحوالي 20٪ من الشكل السابق لفيروس كورونا الذي كان ينتشر خلال الموجة الأولى.

هل هو أكثر خطورة؟

إن الطفرات مثل L452R التي تساعد في الارتباط لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بمرض أكثر حدة أو جعل الفيروس أكثر فتكاً. فعلى سبيل المثال، بينما يبدو أن متغير B1427 ينتشر بسهولة أكبر، لم تجد الأبحاث الأولية أنه مرتبط بإصابات أكثر خطورة أو شحنات فيروسية أعلى. ويمكن أن ينطبق الشيء نفسه على متغير B1617، على الرغم من أن هذا لا يزال بحاجة إلى للبحث.

لكن هناك مصدر قلق خاص وهو التأثير الذي قد يكون لـ B1617 على فعالية اللقاح. حيث تعتمد الغالبية العظمى من اللقاحات المطورة ضد فيروس كورونا على استهداف بروتين سبايك. ونظراً لأن البروتين موجود على السطح الخارجي للفيروس، فإن هذا هو ما “يراه” نظام المناعة لديك في الغالب أثناء الإصابة، وبالتالي يصنع أجساماً مضادة فعالة ضده. فإذا غيرت الطفرات شكل بروتين سبايك، فقد تصبح هذه الأجسام المضادة أقل فعالية.

وفي الواقع، تشير الدراسات الأوليةإلى أن طفرة L452R يمكن أن تساعد الفيروس في التهرب من جهاز المناعة. علاوة على ذلك، يحمل متغير B1617 طفرة ثانية، تسمى E484Q، والتي تغير بروتين سبايك أيضاً. وتشير الأبحاث إلى أن الطفرات المشابهة (التي تؤثر على نفس المنطقة من البروتين سبايك) قد تجعل الفيروس أقل عرضة للأجسام المضادة الموجودة مسبقاً.

كما تشير الدراسات المبكرة غير المراجعة لتأثيرات هذه الطفرات في المتغير B1617 إلى أنها تجعل المتغير أقل عرضة للأجسام المضادة التي تم إنشاؤها سابقاً. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذه النتائجلم تظهر إلا في التجارب المعملية وليس في الأشخاص الفعليين.

إلى أي مدى يجب أن نقلق؟

صرحت وزارة الصحة الهندية أن ارتفاع عدد الحالات في البلاد ليس مرتبطاً بهذه الطفرات، حيث لم يتم اكتشاف طفرات B1617 بكميات كبيرة بما يكفي لتحديد ما إذا كانت مسؤولة بشكل مباشر. ومع ذلك، قد يكون هذا بسبب نقص البيانات، وقد شدد العديد من الخبراء على أهمية زيادة متابعة تسلسل الفيروس للحصول على صورة أفضل.

حيث لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا المتغير سيشكل تهديداً كبيراً لجهود السيطرة على الفيروس. ومع ذلك، كما هو الحال دائماً مع الصحة العامة، فإن الوقاية خير من العلاج. وبالتالي، يجب أن نواصل جهودنا للسيطرة على الفيروس، سواء من حيث الارشادات – الأقنعة، والتباعد الاجتماعي وما إلى ذلك – وكذلك التطعيم والاختبار الشامل وتسلسل الجينوم. فمن خلال الاستمرار في مكافحة الفيروس بشكل عام، يمكننا تقييد أي تأثير لهذا المتغير.

وسيكون أكبر سبب للقلق هو ما إذا كان متغيرB1617 سيقوض جهود التطعيم. وإذا كان هذا المتغير قادراً على التسبب في المرض لدى الأفراد الذين تم تلقيحهم، فإنه يشكل خطر حدوث فاشيات واسعة النطاق حول العالم في المستقبل.

إن العمل على إنشاء لقاحات معززة للتعامل مع المتغيرات الحالية والمستقبلية يجري بالفعل، ولكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هناك حاجة إليها للسيطرة على متغير B1617 على وجه التحديد.

ومع ذلك، فإن الطريقة الأكثر فعالية لمنع المتغيرات التي تسبب مشاكل حول العالم هي منعها من الانتشار في المقام الأول. وقد تبدو قيود السفر الصارمة، مثل تلك التي شوهدت فينيوزيلندا وأستراليا، عبئاً، لكنها سمحت بالعودة إلى الحالة الطبيعية النسبية في هذه البلدان مع القليل من الخوف من المتغيرات التي تعطل الجهود الرامية الى العودة إلى الحياة الطبيعية. وعلى هذا الأمل، أضافت المملكة المتحدة الهند إلى قائمتها الحمراء – حيث حظر السفر من البلاد بشكل أساسي.المحادثة

غريس سي روبرتس، زميلة باحثة في علم الفيروسات، جامعة كوينز بلفاست

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.

%d مدونون معجبون بهذه: