آرشا فوكس, جامعة أستراليا الغربية وداميان بورسيل, معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة

أول لقاحات mRNA في العالم – لقاحات COVID-19 من Pfizer / BioNTech و Moderna – وصلت في وقت قياسي من المختبر، ومن خلال التجارب السريرية الناجحة، والموافقة التنظيمية والى أحضان الناس.

إن الكفاءة العالية للحماية من الأمراض الشديدة، والسلامةالتي لوحظت في التجارب السريرية والسرعة التي تم بها تصميم اللقاحات، من المقرر أن تغير طريقة تطويرنا للقاحات في المستقبل.

فبمجرد أن يقوم الباحثون بإعداد تقنية تصنيع mRNA، يمكنهم على الأرجح إنتاج mRNA ضد أي هدف. ولا يحتاج تصنيع لقاحات mRNA أيضًا إلى خلايا حية، مما يجعل إنتاجها أسهل من بعض اللقاحات الأخرى.

لذلك يمكن استخدام لقاحات mRNA للوقاية من مجموعة من الأمراض، وليس فقط COVID-19.

ذكرني مرة أخرى، ما هو mRNA؟

إن الحمض النووي الريبي المرسال (أو اختصاراً mRNA) هو نوع من المواد الجينية التي تخبر جسمك بكيفية صنع البروتينات. وإن لقاحي mRNA لـ SARS-CoV-2، وهو الفيروس التاجي المسبب لـ COVID-19، يوصلان شظايا من هذا mRNA إلى خلاياك.

فبمجرد الدخول، يستخدم جسمك التعليمات الموجودة في mRNA لصنع بروتينات السارس- CoV-2 سبايك. لذلك فعندما تواجه بروتينات الفيروس سبايك مرة أخرى، سيكون لنظام المناعة في جسمك في ذلك الحين السبق في كيفية التعامل معها.

إذن بعد COVID-1، ما هي لقاحات mRNA التي يعمل الباحثون عليها بعد ذلك؟ فيما يلي ثلاثة أشياء تستحق أن تعرف عنها.

1. لقاح الإنفلونزا

في الوقت الحالي، نحتاج إلى صياغة نسخ جديدة من لقاح الإنفلونزا كل عام لحمايتنا من السلالات التي تتوقع منظمة الصحة العالمية (WHO) أنها ستنتشر في موسم الأنفلونزا. إن هذا سباق مستمر لمراقبة كيفية تطور الفيروس وكيفية انتشاره في الوقت الفعلي.

حيث تحوّل موديرنا اهتمامها بالفعل إلى لقاح mRNA ضد الإنفلونزا الموسمية. ومن شأن ذلك أن يستهدف السلالات الموسمية الأربع للفيروس التي تتوقع منظمة الصحة العالمية WHOانتشارها.

لكن الهدف الأعظم هولقاح شامل ضد الإنفلونزا. وهذا اللقاح من شأنه أن يحمي من جميع سلالات الفيروس (وليس فقط ما تتوقعه منظمة الصحة العالمية WHO) وبالتالي لن نحتاج إلى تجديد التلقيح كل عام. ويقوم نفس الباحثين الذين ابتكروا لقاحات mRNA بالعمل أيضاً على لقاح شامل ضد الإنفلونزا.

وقد استخدم الباحثون الكميات الهائلة من البيانات عن جينوم الإنفلونزا للعثور على كود mRNA لأكثر الهياكل “عالية المحافظة” للفيروس. وهذا هو mRNA الأقل احتمالاً للتحور الذي يؤدي إلى تغييرات هيكلية أو وظيفية في البروتينات الفيروسية.

ثم أعد الباحثون خليطاً من mRNAs للتعبيرعن أربعة بروتينات فيروسية مختلفة. وشملت هذه البروتينات واحد على هيكل يشبه القصبة على السطح الخارجي لفيروس الإنفلونزا، واثنين على السطح، وواحد مخفي داخل جسيم الفيروس.

وتظهر الدراسات التي أُجريت على الفئران أن هذا اللقاح التجريبي فعال بشكل ملحوظ ضد سلالات الإنفلونزا المتنوعة التي يصعب استهدافها. وهو منافس قوي كلقاح شامل للإنفلونزا.

---

إقرأ المزيد:
إن لقاحاً واحداً للتغلب على جميع فيروسات كورونا يبدو مستحيلاً. ولكن العلماء يعملون بالفعل على واحد

---

2. لقاح الملاريا

تظهر الملاريا من خلال العدوى بالطفيلي وحيد الخلية Plasmodium falciparum، والذي يتم تلقيه عندما يلدغ البعوض. لا يوجد لقاح لذلك.

ومع ذلك، قدم باحثون أمريكيون يعملون مع شركة الأدوية GSK براءة اختراع لقاح mRNA ضد الملاريا.

و mRNA في كود اللقاح هو لبروتين لدى الطفيلي يسمى PMIF. ومن خلال تعليم أجسامنا استهداف هذا البروتين، يكون الهدف هو تدريب جهاز المناعة على القضاء على الطفيل.

لقد كانت هناك نتائج واعدة للقاح التجريبي على الفئران ويجري التخطيط لإجراء تجارب على البشر في مراحل مبكرة في المملكة المتحدة.

إن لقاح الملاريا mRNA هذا هو مثال على لقاح mRNA ذاتي التضخيم. وهذا يعني أنه يجب تصنيع كميات صغيرة جداً من mRNA وتعبئتها وتسليمها، حيث أن mRNA ستصنع نسخاً أكثر من نفسها مرة واحدة داخل خلايانا. وهذا هو الجيل التالي من لقاحات mRNA بعد لقاحات mRNA “القياسية” التي شوهدت حتى الآن ضد COVID-19.

---

إقرأ المزيد:
إن مرض كوفيد -19 ليس المرض المعدي الوحيد الذي يحاول العلماء إيجاد لقاح له. هنالك 3 آخرين

---

3. لقاحات السرطان

لدينا بالفعل لقاحات تمنع الإصابة بالفيروسات التي تسبب السرطان. فعلى سبيل المثال، يمنع لقاح التهاب الكبد B بعض أنواع سرطان الكبد ويمنع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) سرطان عنق الرحم.

لكن مرونة لقاحات mRNA تتيح لنا التفكير على نطاق أوسع في معالجة السرطانات التي لا تسببها الفيروسات.

فقد تحتوي بعض أنواع الأورام على أجسام مضادة أو بروتينات غير موجودة في الخلايا الطبيعية. وإذا تمكنا من تدريب أنظمتنا المناعية على تحديد هذه الاجسام المضادة المرتبطة بالورم، فإن خلايانا المناعية يمكن أن تقتل السرطان.

حيث يمكن أن تستهدف لقاحات السرطان مجموعات محددة من هذه الاجسام المضادة. وتعمل شركة BioNTech على تطوير لقاح واحد من هذا النوع من mRNA يبشر بالخير للأشخاص المصابين بسرطان الجلد المتقدم. وقد طورت CureVac واحداً لنوع معين من سرطان الرئة، مع نتائج من التجارب السريرية المبكرة.

ثم هناك أمل بلقاحات mRNA مخصصة للشخص مضادة للسرطان. وإذا تمكنا من تصميم لقاح فردي مخصص لورم كل مريض، فيمكننا تدريب جهاز المناعة على محاربة السرطان الفردي. ويعمل العديد من المجموعات البحثية والشركات على هذا.

نعم، هناك تحديات أمامنا

ومع ذلك، فإن هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها قبل استخدام لقاحات mRNA ضد الحالات الطبية الأخرى على نطاق أوسع.

حيث يجب الحفاظ على لقاحات mRNA الحالية مجمدة، مما يحد من استخدامها في البلدان النامية أو في المناطق النائية. لكن موديرنا تعمل على تطوير لقاح mRNA يمكن حفظه في الثلاجة.

كما يحتاج الباحثون أيضاً إلى النظر في كيفية توصيل هذه اللقاحات إلى الجسم. بينما يعمل الحقن في العضلات للقاحات mRNA COVID-19، فقد يكون التوصيل في الوريد أفضل للقاحات السرطان.

---

إقرأ المزيد:
4 أشياء حول لقاحات mRNA COVID لا يزال الباحثون يريدون اكتشافها

---

يجب إثبات أن اللقاحات آمنة وفعالة في التجارب السريرية البشرية واسعة النطاق، قبل الموافقة التنظيمية. ومع ذلك ، نظرًا لأن الهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم قد وافقت بالفعل على لقاحات mRNA COVID-19، فهناك عدد أقل بكثير من العقبات التنظيمية مقارنة بالعام الماضي.

وقد تكون التكلفة العالية للقاحات سرطان mRNA الشخصية مشكلة أيضاً.

وأخيراً، لا تمتلك جميع البلدان التسهيلات اللازمة لصنع لقاحات mRNA على نطاق واسع، بما في ذلك أستراليا.

بغض النظر عن هذه العقبات ، فقد وُصفت تقنية لقاح mRNA بأنها مثيرة وثورية. وإذا تمكنا من التغلب على هذه التحديات، فيمكننا تغيير طريقة صنع اللقاحات الآن وفي المستقبل.

Archa Fox, أستاذة مشاركة وزميلة ARC Future, جامعة غرب أستراليا وداميان بورسيل, أستاذ علم الفيروسات وقائد موضوع الأمراض المعدية الفيروسية, معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.