تم اعتماد لقاح فايزر للتو: إليك ما ستبدو عليه الأشهر القليلة المقبلة

منال محمد، جامعة وستمنستر

أصبحت المملكة المتحدةأول دولة توافق على استخدام لقاح Pfizer / BioNTech على نطاق واسع. حيث طلبت الحكومة 40 مليون جرعة، ومن المتوقع شحن الدفعة الأولى من 800000 جرعةمن بلجيكا – حيث يتم تصنيع اللقاح – في اليومين المقبلين. وسيكون هذا كافياً لتطعيم 400،000 شخص (جرعتان للشخص الواحد).

كما بدأت هيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة، وهي وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، أيضاً في مراجعة متجددة للقاحات أخرى في المراحل المتأخرة من التجارب البشرية، مثل لقاح أسترازينيكا / أكسفورد ولقاح موديرنا. وإذا كانت هذه اللقاحات تفي أيضاً بمعايير الفعاليةوالسلامة العالية جداً التي حددتها الوكالة، فسيتم اعتمادها أيضاً للتداول الشامل.

إن أسرع لقاح تم تطويره على الإطلاق هو لقاح النكاف، والذي استغرق أربع سنوات فقط من الفكرة إلى السوق. وهذه اللقاحات الأخيرة حطمت هذا الرقم القياسي بهامش معين – فقد استغرق تطويرها أقل من عام. ولكن هذا لايعني انه تم تجاوز المعايير والقواعد الاساسية المتبعة

فقد قامت MHRA بالاطلاع على سجلات أكثر من 40000 مشارك في تجربة اللقاح من خلفيات متنوعة. حيث تبلغ فعالية اللقاح – أي مدى فعاليته في الوقاية من أعراض COVID-19 في ظل ظروف التجربة – 95٪. (ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم قليلاً في ظل ظروف العالم الحقيقية). ولم تكن هناك آثار جانبية خطيرة،مع أن المراقبة ستستمر مع طرح اللقاح.

ومن المتوقع أن يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية على اللقاح أولاً لأنهم من أكثر الفئات ضعفاً (vulnerable). كما أن، المستشفيات تحتوي على الثلاجات شديدة البرودة اللازمة لتخزين اللقاح– لذلك، من وجهة نظر لوجستية، تعد هذه مكاناً جيداً للبدء.

لا تتخلى عن القناع بعد

إن هذه كلها أخبار رائعة وسبب وجيه للتفاؤل بشأن المستقبل. بيد ان بيتر أوبنشاو ، استاذ الطب التجريبى فى امبريال كوليدج لندن ، قال انه سيكون “خطأ فادحا” تخفيف اجراءات السيطرة على فيروس كورونا في هذه المرحلة .

لذلك لا تتخلص من قناعك وتحضن جدتك بعد. ويقول تقرير صادر عن الجمعية الملكية، وهي أقدم أكاديمية علمية مستقلة في العالم، إنه من المرجح أن تظل القيود سارية لعدة أشهر بعد – ربما حتى عام.

فعندما تحصل على لقاح COVID، يجب أن لا تتوقع حماية فورية ضد العدوى. فخلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية B تحتاج أولاً إلى اكتشاف المستضد في اللقاح ثم إنتاج أجسام مضادة محددة ضده. فإذا تعرضت لفيروس كورونا، فإن هذه الأجسام المضادة تلتصق بالفيروس وتحييده.

حيث تُعرف الاستجابة في جهازك المناعي، التي تولدها الخلايا الليمفاوية B، بأنها الاستجابة الأولية وتستغرق حوالي أسبوعين لبدء العمل. لذلك فأنت لمدة أسبوعين بعد تلقي اللقاح، لا تزال عرضة للإصابة بمرض COVID.

وأيضاً، تتطلب العديد من لقاحات COVID جرعتين لتوفير الحماية الكاملة. وتتراوح الفترة الفاصلة بين الجرعتين من 21 إلى 28 يوماً. لذلك سيستغرق اللقاح حوالي ستة أسابيعبعد الجرعة الأولى لتوفير الحماية الكاملة ضد مرض COVID-19.

ونحن لا نعرف بعد فيما إذا كانت اللقاحات ستوقف انتقال العدوى

فعلى الرغم من أن اللقاحات في التجارب الأخيرة تبدو فعالة للغاية في الوقاية من أعراض COVID، إلا أننا لا نستطيع حتى الآن التأكد من أنها تمنع انتقال الفيروس.

ولهذا، سنحتاج إلى لقاح يوفر ما يسمى بمناعة التعقيم. وهو حيث يمكن أن ترتبط الخلايا المناعية بالفيروس لمنعه من دخول الخلايا حيث يمكنه أن يبدأ في التكاثر. لذا، حتى بعد ستة أسابيع من تلقي اللقاح الأول، قد تظل من الممكن أن تصاب بفيروس كورونا – حتى لو لم تمرض.

لقد وجدت الدراسات من المرحلة ما قبل السريرية للقاح أكسفورد أن قرود المكاك الريسوسية التي تم تطعيمها باللقاح كانت محمية من الأمراض الخطيرة وليس هناك دليل على وجود تلف في الرئة ولكنهم ما زالوا يعانون من عدوى الفيروس التاجي في الجهاز التنفسي العلوي حيث ينتقل الفيروس من أنوفهم. فإذا كان هذا هو الحال مع البشر، فقد يشير ذلك إلى أنه على الرغم من حمايتهم من الأمراض المصحوبة بأعراض، فقد يستمرون في نشر الفيروس.

إننا في هذه المرحلة، لا نعرف ما إذا كان لقاحا Pfizer أو Moderna يوقفان انتقال العدوى أيضاً، على الرغم من أن مزيداص من الدراسات نأمل في أن تثير هذا الأمر.

أيضاً، إذا تم تطعيمك، فهناك فرصة ضئيلة – على الأقل واحد من كل عشرين – أن لا يحميك اللقاح. لذا، حتى إذا تم تطعيمك – وقد لا يكتمل بدء الطرح الكامل حتى صيف عام 2021 – فلا يزال يتعين عليك ارتداء القناع والعمل من المنزل إن أمكن، وممارسة التباعد الاجتماعي. أما بالنسبة للنظافة الجيدة لليدين، فلنحاول أن نستمر في ذلك – فالفيروسات، بما في ذلك على الأرجح SARS-CoV-2،ستكون بيننا دائماً.المحادثة

منال محمد، محاضرة، علم الأحياء الدقيقة الطبية، جامعة وستمنستر

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.

%d مدونون معجبون بهذه: