مايكل رئيس, جامعة ساوثهامبتون

أصبحت المملكة المتحدة أول دولة تسمح باستخدام لقاح أكسفورد-استرازينيكا COVID-19 للاستخدام العام، على أن يبدأ التنفيذ في الأسبوع الأول من عام 2021. وهذا اللقاح هو الثاني الذي يتم التصريح به في المملكة المتحدة – بعد لقاح فايزر.

وقد طلبت الحكومة البريطانية100 مليون جرعة من لقاح أكسفورد تكفي لتطعيم 50 مليون شخص. وسوف تراقب بلدان أخرى عن كثب: فقد طلبت استراليا أكثر من 50 مليون جرعة، وكندا 20 مليون جرعة، وفي جميع أنحاء العالم تم طلب ما يزيد على 2.5 بليون جرعة. وتتوقع استرازينيكا أن تكون قادرة على توفير أعداد كبيرة من الجرعات خلال الربع الأول من عام 2021.

والجدير بالذكر أن البريطانيين سيحصلون على جرعتين كاملتين من اللقاح، والتي منعت في التجارب الأشخاص من الإصابة بفيروس COVID-19 بنسبة62٪ من الوقت. هذا على الرغم من التجارب التي تشير في البداية إلى أن استراتيجية الجرعات البديلة – باستخدام نصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة – يمكن أن تكون أكثر فعالية، حيث تمنع المرض بنسبة فعالية 90٪.

ما هي أهمية لقاح أكسفورد الذي أصبح متاحاً الآن؟ سألت المحادثة (Conversation ) مايكل هيد، الخبير في الصحة العالمية في جامعة ساوثهامبتون، بعض الأسئلة الرئيسية الخبير في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون ، بعض الأسئلة الرئيسية حول سبب أهمية الترخيص.

لماذا هذا اللقاح مطلوب؟

إن عيد الميلاد الأقل مرحاً في الذاكرة الحديثة كان على الأقل له جانب مشرق وهو أن لقاحاً فعالاً للغاية – من شركة فايزر – اصبح متاحاً ومرخصاً للاستخدام في المملكة المتحدة. ولكن على الرغم من تألق هذه الانجاز السحري، هناك عوامل تحد من ذلك ـ وخاصة حول حجم الإنتاج المطلوب لتلبية الطلب.

حيث يشبه الطلب العالمي على لقاح Pfizer ساعة مكثفة للغاية حيث أطلق السوبر ماركت المحلي للتو بعض خانات التوصيل الجديدة أثناء الإغلاق، وأنت تتسابق للحصول على الطلب قبل أن يلاحظ ذلك أي من جيرانك. فالجميع يريد الدخول أولاً لضمان تسلم آخر علبة من ورق التواليت – أو في هذه الحالة، الدفعة التالية من اللقاحات.

كما أن صعوبة اللوجستياتلتخزين ونقل لقاح Pfizer في درجات حرارة منخفضة للغاية تقيد أيضاً سرعة طرح اللقاح على المستوى الوطني.

ولذلك نحن بحاجة إلى العديد من اللقاحات المرشحة للوصول إلى أي مكان قريب من تلبية الطلب، ونحتاجهم بسرعة. فقد يكون توفير لقاح أكسفورد مفيداً للغاية في تسريع التغطية – خاصة كما هو الحال في المملكة المتحدة، فقد تحولت الأولوية إلى الحصول على جرعة أولية من اللقاح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.

ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات في معرفتنا، على سبيل المثال حول فعالية هذا اللقاح لدى كبار السن، وأيضاً ما إذا كان ترك فجوة أطول بين الجرعات يزيد الفعالية الإجمالية، كما تم اقتراحه.

كيف يختلف هذا اللقاح؟

تقدم اللقاحات الثلاثة الرئيسية جزءاً من المادة الوراثية للفيروس التاجي إلى خلايا الجسم، مما يؤدي إلى إنتاج نسخ من جزء من الفيروس – بروتين سبايك spike – يمكن للجسم بعد ذلك تكوين استجابة مناعية ضده. يقوم لقاح أكسفورد بإيصاله باستخدام ناقل الفيروس الغدي، في حين أن اللقاحات من شركة Pfizer و Moderna تستخدم منصة mRNA.

وقد أشارت البيانات المنشورة سابقاً إلى فعالية إجمالية تبلغ 62٪ إذا تم إعطاء جرعتين من لقاح أكسفورد، وهو أقل من 94٪ من لقاح Moderna و 95٪ من لقاح Pfizer. ولكن كان يعتقد أن إعطاء جرعة صغيرة أولاً ثم جرعة ثانية كاملة يمكن أن يكون أكثر فعالية. وباستخدام استراتيجية الجرعات هذه، أشارت البيانات المحدودة من تجربة المرحلة الثالثة إلى فعالية في السكان الأصغر سناً بحوالي 90٪.

ومع ذلك، قالت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة إن نتائج نظام الجرعة الكاملة نصف الجرعة هذه “لم يتم تأكيدها من خلال التحليل الكامل” عندما أجرت المراجعة، لذلك ستكون هناك حاجة لمزيد من التحقيق في هذا النظام.

ولكن لجنة الأدوية البشرية في المملكة المتحدة تقترح الآن أن جرعة واحدة تعطي حماية بنسبة 70% بعد 21 يوماً، وأن الجرعة الثانية من المحتمل أن تزيد من الفعالية إلى حوالي 80% ــ ولكن الجرعة الثانية تحتاج إلى إعطاء 12 أسبوعاً بعد الأولى. ومع ذلك، فإن البيانات التي تبين ذلك لم تصدر بعد.

وكما تم توثيقه، فإن لقاح أكسفورد يحتاج فقط إلى أن يتم حفظه في درجة حرارة مبردة، بينما تتطلب لقاح فايزر تخزين -75 درجة مئويةولقاح موديرنا يجب الاحتفاظ به عند حوالي -20 درجة مئوية. وهذا من شأنه أن يسهل على جميع البلدان إدارته وتوزيعه، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ففي جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو جنوب شرق آسيا، فإن زملاء الرعاية الصحية بارعون للغاية في أخذ اللقاحات إلى السكان الذين يصعب الوصول إليهم، ولكنهم ببساطة لا يملكون البنية التحتية القائمة لضمان الحفاظ على درجات حرارة منخفضة للغاية.

ماذا يعني هذا للعالم؟

والتكلفة التي تبلغ 2-3 دولارات أمريكية لكل جرعة، هي أرخص بكثير من اللقاحات الرائدة الأخرى، مما يجعله خياراً محتملاً على المدى الطويل بالنسبة للحكومات عندما يتجاوز العالم نقطة الإنفاق على كل ما يلزم للسيطرة على الفيروس التاجي. إن الطلبات العالمية لهذا اللقاح تفوق بكثير تلك الطلبات بالنسبة للقاحات الأخرى.

ويتم تصنيع لقاح أكسفورد في أوروبا وأيضاً بأعداد كبيرة في الهند، وهو جزء من مبادرة “كوفاكس COVAX “ – التي تقودها “غافي” (Gavi) التحالف من أجل اللقاحات – لذا فقد يكون أول لقاح يتم تطويره في الغرب ويتم طرحه بأعداد كبيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في مرحلة ما من عام 2021.

---

إقرأ المزيد:
لماذا أصبح لقاح Oxford AstraZeneca الآن تحولاً جذرياً

---

ومع ذلك، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتم توزيع اللقاحات التي طورتها روسيا والصين على الصعيد الدولي. فقد قدمت الصين مبالغ ضخمة من الاستثمارات للمساعدة في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، مع عدم وضوح توازن الإيثار أو الانتهازية.

وفي حين أننا نود أن نرى هذه المشكلة الصحية العامة العالمية تُعامل على أنها مشكلة صحية عامة بحتة، إلا أننا قد نرى استخدام اللقاحات كرأسمال لتطوير علاقات سياسية جديدة أو إعادة تأكيد العلاقات السياسية القائمة. وقد تكون بعض اللقاحات مفضلة قبل غيرها في بعض أجزاء العالم بسبب النفوذ السياسي.

وسيكون طرح اللقاح العالمي معقداً بشكل لا يصدق، مع مجموعة متنوعة من العوامل التي ستساهم حتماً في مدى نجاحه. ولمعرفة تأثير لقاح أكسفورد، علينا أن ننتظر ونرى. ومع ذلك، وفي خضم العذاب الشديد والتشاؤم في عام 2020، فإن وجود العديد من المرشحين للقاحات الفعالة المتاحة يبشر بالخير لعام 2021.

مايكل رئيس، زميل أبحاث أقدم في الصحة العالمية، جامعة ساوثهامبتون

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.