لقاح أكسفورد COVID-19: تظهر النتائج المنشورة حديثاً أنه آمن – ولكن لا تزال هناك تساؤلات حول فعاليته

Syda Productions/Shutterstock

بول هنتر، جامعة إيست أنجليا

تم نشر التحليل المؤقت الكامل لسلامة وفعالية لقاح أكسفورد COVID-19 – الذي تم تطويره بالشراكة مع AstraZeneca – في مجلة لانسيت (Lancet). تمثل هذه الورقة المجموعة الأكثر شمولاً من النتائج التي تم الحصول عليها من أي من تجارب المرحلة الثالثة للقاحات COVID-19 حتى الآن.

ولا تزال هذه مجرد نتائج مؤقتة، مما يعني أنها تظهر فقط كيف تقدمت المرحلة الثالثة من التجربة الجارية حتى الآن. فقد تختلف النتائج النهائية. ولكن ما يكشف عنه هذا التحليل هو كيف قام فريق أكسفورد بحساب فعالية لقاحه، والذي أعلن عنه في أواخر نوفمبر.

وشمل هذا التحليل المؤقت 636 11 شخصاً، من بينهم 548 7 شخصاً في المملكة المتحدة و 088 4 شخصا في البرازيل. حيث تلقى جميع المشاركين حقنتين، ولكن كما ورد على نطاق واسع، تلقت إحدى مجموعات المملكة المتحدة نصف جرعة بدلاً من جرعة كاملة للحقنة الأولى. وقد جعل ذلك تحليل آثار هذا اللقاح أكثر تعقيداً مما سيكون عليه بالنسبة للآخرين في المراحل المتأخرة من الاختبار.

والأهم من ذلك، أن الدليل على أن اللقاح آمن هو دليل مقنع. لقد كانت هناك 175 حالة سلبية شديدة تم الإبلاغ عنها في التجارب، وكانت هذه في الواقع أكثر شيوعاً في مجموعة التحكم (التي تلقت إما لقاحاً ملحياً أو لقاح المكورات السحائية) مقارنة بتلك التي تلقت لقاح COVID-19.

وقد اعتبرت ثلاثة من هذه الأحداث قد تكون لها صلة إما باللقاح التجريبي أو لقاح التحكم. وشملت حالة التهاب النخاع المستعرض، وهو اضطراب نادر ولكنه خطير في العمود الفقري، لدى شخص ما في مجموعة اللقاح، وحالة من فقر الدم الانحلالي في شخص ما في المجموعة التحكم، وشخص آخر أصيب بحمى تزيد عن 40 درجة مئوية. حتى الآن نحن لا نعرف ما إذا كان هذا الشخص تلقى لقاح COVID-19 أو لقاح التحكم.

وعبر الدراسة، أصيب عشرة مرضى بمرض COVID -19 بما يكفي لتطلب دخولهم المستشفى، لكنهم كانوا جميعاً في مجموعة التحكم.

حساب الفعالية

إن الرقم الرئيسي المعطى للفعالية الكلية لهذا اللقاح هو 70.4٪. وهذا أقل من الفعالية المكافئة التي أبلغت عنها شركة Pfizer فايزر (94%)، و Moderna ومودرنا (94.1)

لقد استندت كل من شركتي Pfizer و Moderna في تقديراتهما إلى تجارب أكبر من لقاح أكسفورد، وبالتالي من المرجح أن تكون تقديراتهما أكثر دقة. ولكننا ما زلنا بحاجة إلى أن نكون قادرين على رؤية النشر الكامل لنتائجهم في المجلات الرصينة قبل أن نتمكن من إجراء مقارنات صحيحة بين فعالية وسلامة اللقاحات الثلاثة. ولكن انخفاض الفعالية ينطوي على خطر جعل نسبة أعلى من السكان الذين تم تلقيحهم دون حماية.

ولكن المشكلة الأكثر صعوبة في دراسة Oxford / AstraZeneca هي أنها جمعت تحليل فعالية اللقاح من ثلاث تجارب منفصلة. كانت دراسة فرع المملكة المتحدة في الواقع عبارة عن دراستين. حيث استخدمت إحدى الدراستين حقنتين من الجرعات القياسية والأخرى نصف جرعة متبوعة بجرعة قياسية. واستخدمت دراسة ثالثة في البرازيل جرعتين قياسيتين.

إن استراتيجيات الجرعات المختلفة أنتجت قراءات فعالية مختلفة للغاية. وينتج عن حساب متوسط الفعالية عبر جميع المشاركين في جميع الدراسات الثلاث مجتمعة 70.4٪ – ولكن هذا لا يعكس حقاً فعالية اللقاح في أي من سيناريوهات الجرعات.

أمبولات لقاح COVID-19
فقد يؤدي تقديم جرعة أولى أصغر من اللقاح إلى زيادة فعاليته – ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبار لنظام الجرعات هذا للتأكد.
M-Foto/Shutterstock

إن كل من فرعي الدراسة بالجرعة القياسية قد اعطت نفس الفعالية المقدرة – 60.3٪ في المملكة المتحدة و 64.2٪ في البرازيل. وقد بلغت فعالية هاتين التجربتين ذات الجرعة القياسية 62.1 في مجموعها. وعلى النقيض من ذلك، أشار نظام الجرعة المنخفضة إلى فعالية 90%. ومن شأن هذه النتيجة أن تضع لقاح أكسفورد قريباً من حيث الفعالية المبلغ عنها للقاحات فايزر ومودرنا..

ولكن ما مدى موثوقية هذا التقدير لما هو في الواقع مجموعة فرعية داخل الدراسة؟ ويمكن أن يكون تقسيم التحليل بهذه الطريقة للنظر في النتائج في مجموعات محددة مناسباً في التجارب العشوائية مسيطر عليها – لكنه يزيد من خطر ما يبدو أنه نتائج إيجابية هز مجرد مصادفة.

وقد لاحظ الخبراءأن هذا النوع من الممارسة “لا يمكن الاعتماد عليه بشكل خاص” و”يمكن أن يسفر عن نتائج زائفة”. وأود أن أضيف أن المرء يحتاج إلى أن يكون أكثر حذرا عندما تسفر تحليلات المجموعات الفرعية عن نتائج غير متوقعة – وهو بالضبط ما حدث هنا، حيث أن نظام الجرعة المنخفض نشأ من صدفة. هناك حاجة إلى إجراء اختبارات إضافية لنظام الجرعة المنخفضة.

وثمة مسألة أخرى هي أن فرع الدراسة التي أسفرت عن تقدير 90٪ لم تجر إلا مع أشخاص تقل أعمارهم عن 55 سنة وبشكل حصري تقريباً مع أشخاص من أصل عرقي أبيض. وعلى النقيض من ذلك، فإن عبء المرض الخطير والوفاة من COVID-19 يميل إلى أن يقع على عاتق كبار السن وأولئك الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية سوداء وآسيوية، والسكان ذوو الأولوية للتطعيم في المملكة المتحدة هم أكثر من 55 عاماً.

وبالنظر إلى ضعفهم المتزايد، من المهم معرفة ما إذا كان كبار السن يستجيبون جيداً لهذا اللقاح. والمشكلة هنا هي أننا نعلم أن كبار السن في كثير من الأحيان لا يستجيبون للتطعيم مثلهم مثل الشباب. من ناحية أخرى، في ورقة بحثية أخرى حديثة في مجلة لانسيت من مجموعة أكسفورد للقاحات، تم العثور على مجموعات من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-55 و 56-69 و 70 + ووجد أن لديهم مستويات مماثلة من الأجسام المضادة بعد تلقي نظام الجرعة القياسية، مما يشير إلى أنه سيكون فعالاً بالمثل في جميع الأعمار.

تطعيم رجل كبير السن
ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين بالضبط مدى فعالية اللقاح على من هم بعمر أكثر من 55 عاماً.
Studio Romantic/Shutterstock

ولكننا لا نعرف حتى الآن تأثير نظام الجرعات المنخفضة الذي يبدو أكثر فاعلية في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً. لذلك، فضلا عن الحاجة إلى مزيد من التجارب لنظام الجرعة المنخفضة، فإنها تحتاج أيضاً لتشمل كبار السن والسود والآسيويين. وعندئذ فقط يمكننا أن نتأكد من فعاليتها عبر المجموعات المختلفة.

كما أننا لا نعرف حتى الآن على وجه اليقين مدى فعالية أي من لقاحات COVID-19 في منع العدوى بدون أعراض أو انتقال الفيروس. ولكن نتائج المرحلة الثالثة من لقاح أكسفورد تشير إلى أن التحصين باللقاح سوف يولد بعض الضغط النزولي على انتقال العدوى.

إن تطوير واختبار لقاح أكسفورد إلى هذا الحد يعد إنجازاً لا يصدق – ولا شك أن اللقاح سوف يصبح أداة رئيسية في قدرتنا على مكافحة الوباء الحالي. إن اللقاح آمن وفعال ، وإن لم يكن بنفس فعالية المرشحَين الرائدين الآخرين من شركة Pfizer و Moderna. قد يكون لنظام الجرعة المنخفضة فعالية قريبة إلى هذه اللقاحات الأخرى، ولكننا بحاجة إلى مزيد من البيانات للتأكد.المحادثة

بول هنتر، أستاذ الطب، جامعة شرق أنجليا

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.

%d مدونون معجبون بهذه: