رودني إي رود ، جامعة ولاية تكساس

عندما تم تشخيصإصابة الرئيس ترامب بـ COVID-19، كان أحد العلاجات التجريبية المتطورة التي تلقاها عبارة عن مزيج من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة. ولكن الآن قد يتوفر لقاح قريباً. إذن هل العلاجات الأخرى ضرورية أو لها اية قيمة؟ وما هو بالضبط الجسم المضاد وحيدة النسيلة؟

فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، وقد تعلم الجمهور عن العديد من العلاجات المستخدمة لمكافحة COVID-19. فمضاد للفيروسات مثلريمديزفير يمنع الفيروس من التكاثر في الخلايا البشرية. وقدتحتوي بلازما النقاهة من دم المتبرعين الذين تعافوا من COVID-19 على أجسام مضادة تكبح الفيروس والالتهاب. المنشطات مثل ديكساميثازون قد تعديل والحد من الضرر الالتهابي الخطير للرئتين, وبالتالي إبطاء فشل الجهاز التنفسي.

.وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ترخيصاً للاستخدام الطارئ لجسم Eli Lilly المضاد وحيد النسيلة، الذي يسمى bamlanivimab، وينتظر Regeneron الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء (FDA) للعلاج بالأجسام المضادة. تعد الأجسام المضادة وحيدة النسيلة واعدة بشكل خاص في العلاج لأنها يمكن أن تحيد فيروس SARS-CoV-2، الذي يسبب COVID-19، وتمنع قدرته على إصابة الخلية. وقد يكون هذا التدخل منقذاً للحياة لدى الأشخاص غير القادرين على تقديم استجابة مناعية طبيعية قوية للفيروس – أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً أو الذين يعانون من ظروف حالية تجعلهم أكثر عرضة للخطر.

لقد عملت في مختبرات الصحة العامة والطبيةمنذ عقود، وتخصصت في دراسة الفيروسات والميكروبات الأخرى. وحتى عندما يتوفر لقاح لـ COVID-19، أرى دوراً للعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة في السيطرة على الوباء.

لماذا يجب أن نهتم؟

فإلى أن تتمتع نسبة كبيرة من السكان بمناعة ضد الأمراض المعدية – إما من خلال لقاح أو الانتشار غير المقيد عبر المجتمع – يجب على العالم الاعتماد على أسلحة أخرى في حربنا ضد جائحة COVID-19.

وجنبا إلى جنب مع العلاجات المذكورة سابقا، يمكن أن توفر لنا الأجسام المضادة أحادية النسيلة أداة أخرى لتحييد الفيروس بمجرد أن يسبب عدوى.

إن هذه الأجسام المضادة من صنع الإنسان، توفر للعالم إمكانيةعلاج مناعي مماثلة لاستخدام بلازما النقاهة ولكن مع تأثير أكثر استهدافا ودقة. وفي حين أن اللقاح سيساعد في نهاية المطاف على حماية الجمهور، فإن التطعيم لن يكون حدثاً فورياً، بحيث يتم توصيل اللقاح إلى 100 في المئة من السكان. كما أننا لا نعرف مدى فعاليته.

وتأثير اللقاح ليس فورياً أيضاً. فهو يستغرق عدة أسابيع لتوليد استجابة قوية الأجسام المضادة. في هذه الأثناء، يمكن أن تساعد الأجسام المضادة أحادية النسيلة في القضاء على الفيروسات التي تتكاثر في الجسم.

الأجسام المضادة 101

الجسم المضاد هو بروتين على شكل Y ينتجه بشكل طبيعي جهاز المناعة في الجسم لاستهداف شيء غريب، أو ليس جزءاً منك. وتسمى هذه الأجسام الغريبة المستضدات ويمكن العثور عليها في مسببات الحساسية والبكتيريا والفيروسات، فضلا عن أشياء أخرى مثل السموم أو العضو المزروع..

يحاكي علاج الأجسام المضادة أحادية النسيلة الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم ويستهدف العوامل الأجنبية، مثل الفيروس، التي تصيب الناس أو تؤذيهم. وهناك أيضاً الأجسام المضادة أحادية النسيلة التي صممتها شركات الأدوية التي تستهدف الخلايا السرطانية. الأجسام المضادة أحادية النسيلة هي واحدة من أقوى أنواع الأدوية. في عام 2019 كانت سبعة من أفضل 10 أدوية مبيعاً هي أجساماً مضادة أحادية النسيلة.

بالنسبة للرئيس ترامب، تضمن العلاج التجريبي الذي أجرته شركة الأدوية Regeneron اثنين من الأجسام المضادة.

عادةً ما يتناسب البروتين الشائك الموجود على الفيروس التاجي تماماً مع مستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية، وهو بروتين شائع في خلايا الرئة والأعضاء الأخرى. وعندما يحدث هذا الاتصال، يكون الفيروس قادراً على إصابة الخلايا والتكاثر داخلها. ولكن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة يمكن أن تبطئ أو توقف العدوى عن طريق الالتصاق ببروتين الشوكة الفيروسية قبل أن تصل إلى مستقبل الإنزيم ACE2 وإذا حدث هذا، يصبح الفيروس غير ضار لأنه لم يعد بإمكانه دخول خلايانا والتكاثر.

كيف يتم إنشاء الأجسام المضادة أحادية النسيلة؟

من الصعب تصنيع وإنتاجالأجسام المضادة أحادية النسيلة التي تحيد الفيروس التاجي. حيث يجب أن تكون مصنوعة داخل الخلايا المأخوذة من مبيض الهامستر ونمت في أحواض الصلب العملاقة. يجب بعد ذلك استخراج الأجسام المضادة التي تصنعها هذه الخلايا وتنقيتها. للأسف هذه الأجسام المضادة أحادية النسيلة، والتي استخدمت لأمراض أخرى لسنوات، غالبا ما تكون مكلفة جدا.

ويستهدفالجسمان المضادان في Regeneronالبروتين الشائك لـ SARS-CoV-2 – النتوءات الموجودة على سطح الفيروس والتي تمنحه مظهراً يشبه التاج وهي ضرورية لإصابة الخلايا البشرية.

واحد من اثنين من الأجسام المضادة Regeneron هو نسخة طبق الأصل، أو استنساخ، من جسم مضاد تم الحصول عليه من شخص تعافى من COVID-19. وتم تحديد الجسم المضاد الثاني في فأر تم تصميمه بيولوجياً ليكون لديه جهاز مناعي بشري. وعندما تم حقن هذا الفأر بالبروتين الشائك، قام جهاز المناعة البشري بإنتاج أجسام مضادة ضده. ثم تم بعد ذلك الحصول على أحد أكثر الأجسام المضادة للفأر فاعلية واستخدامه كجزء من هذا العلاج.

لقد تم التعرف على علاج Eli Lilly بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، bamlanivimab، من عينة دم مأخوذة من أحد المرضى الأمريكيين الأوائل الذين تعافوا من COVID-19.

وتمتلك كلتا الشركتين تصنعاًا واسع النطاق مع سلاسل توريد عالمية قوية لإنتاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مع العديد من مواقع التصنيع العالمية لزيادة الإمداد. حصلت Eli Lilly على موافقة إدارة الغذاء والدواء، ولا يزال Regeneron ينتظر الموافقة. لسوء الحظ، من المحتمل أن يكون هناك نقص في الأجسام المضادة في بداية الحصول على الموافقات.

الأجسام المضادة أحادية النسيلة بالإضافة إلى لقاح

وسوف تكون الأجسام المضادة أحادية النسيلة قادرة على استكمال اللقاحات من خلال توفير حماية سريعة ضد العدوى. فهي عند إعطائها للفرد، توفر الأجسام المضادة أحادية النسيلة حماية فورية لأسابيع إلى شهور. تستغرق اللقاحات وقتاً أطول لتوفير الحماية لأنها يجب أن تتحدى الجهاز المناعي. ولكن ميزة اللقاح هي أنه عادة ما يوفرحماية طويلة الأمد.

[معرفة عميقة يوميا. اشترك في النشرة الإخبارية للمحادثة.]

يتم اعطاء كل من منتجات Regeneron و Eli Lilly عن طريق الحقن في الوريد، وبعد ذلك يجب مراقبة المريض من قبل متخصصي الرعاية الصحية. نظراً لأنها توفر حماية فورية، فإن الآثار المترتبة على علاج أو توفير الحماية للسكان المعرضين لمخاطر عالية.

إن هذه الأدوية لديها القدرة على علاج المرضى المصابين أو منع العدوى من قبل أخصائيي الرعاية الصحية الأساسية والصحة العامة في الخطوط الأمامية لهذا الوباء. يمكن أن تكون الأجسام المضادة أحادية النسيلة مفيدة أيضاً لكبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والذين إما أن اللقاحات لا تعمل لديهم أو يمكن أن تكون خطيرة بالنسبة لهم.

رودني إي رود، أستاذ العلوم المختبرات السريرية، جامعة ولاية تكساس

تمت ترجمة هذه المقالة من قبل محرري كوربيديا نيوز CorepaediaNews

يتم إعادة نشر هذه المقالة من شبكة The Conversation تحت ترخيص المشاع الإبداعي. قراءة المادة الأصلية.

Which drugs and therapies are proven to work, and which ones don’t, for COVID-19?

Oxford immunologist on coronavirus vaccine: our early results look highly promising